الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

أضرب الكبيييييييييييير

زمان وأنا طالب في أولى ثانوي كنت مترشح رائد الفصل وكان المنافس اللي قصادي واد طويل وأهبل ولابس نضارة كعب كبايه وسوسة مذاكرة ... وأنا بقه كنت واد صايع ومقطع خياشيم السمك في البلد ... وحليوه ومقطقط زي نجوم السينما ........ لا ....لا .... لامؤاخذه يا جماعه محدش يضحك مش عاوز ضحك أنا شايف الناس بتضحك وكل واحد بيداري بقه بأيده ..... لا متبصوليش دلوقتي لا مؤاخذه .... أنا مكنتش أقرع زلبطه كده ... دا شعري كان بيهفهف على كتفي وكانوا البنات بيحسدوني على شعري ..... والحول اللي في عيني اليمين ده مش مولود بيه يا جماعة دا قصة كفاح لوحده .... ده نتج عن معركة سبعة وستين لما كنت بأحارب ودخلت في معركة مع عشرين واد أسرائيلي وآسرتهم همه العشرين وأنا ساقيهم قدامي زي المعيز وبعدين أتكعبلت في صخرة ووقعت على عيني.

المهم أن أنا كنت متأكد من الفوز بالرياده في هذه المباراة الديمقراطية الشفافة والنزيهة .... حتى مطلبتش مراقبين أجانب ولا صناديق قزاز ولا حاجه خالص .... والنتيجة كانت محسومة لمصلحتي بنسبة تسعة وتسعين وتسعة من عشرة في الميه ......

بعد فرز الاصوات .... الواد الطويل الأهبل فاز باكتساح وأنا مخدتش غير صوتي بس .... شفتوا الكوسة ...هوه أحنا كده لا لينا في الديمقراطية ولا الشفافية أصلاً ..... وديماً نمرة أتنين هوه اللي بيكسب !!!

في يوم دخل علينا مدرس جديد بتاع أحياء وكان أسمه (جمال) بس شكله كان أيه .... مقولكش ... ربنا ما يوريك

قصير كده وتبت .... وأقرع ... ودماغه قد جسمه مرتين ونص ....ولابس قميص مربعات .... كان ملاية سرير تجنن وبعدين تحول إلى قميص... والفلنه الداخلية طالعه من فتحة صدر القميص ... وزي ما يكون فيه فأر بيلعب في عب الأستاذ جمال ومقرقض الفلنه ....والبنطلون كان أبن عم المشاية الجربانه اللي بنفض فيها الجزم على الباب .... والعيال واقفين ومش قادرين يمسكوا نفسهم من الضحك وكل واحد عمال يكتم الضحكة بالعافية ......

الأستاذ جمال بمنتهى الهدوء قال : فين رائد الفصل ؟؟ الواد الطويل الأهبل رفع أيده وقال أنا يا أستاذ ...

وأحنا واقفين ....

قال له أطلع أمسح السبورة .....

وأحنا واقفين ....

الواد طلع ...

وأحنا واقفين..

وأول ما عدى الأستاذ جمال وكان الواد طول الأستاذ تلات مرات ... راح الأستاذ جمال لافف وناطط لفوق في حركة بهلوانية زي القرود – وأثبت لنا أن الأنسان أصله قرد حسب نظرية دارون – وطراخ .... قلم خبط رزع هبد على قفا الواد الأهبل ...

أحنا طبعاً مبقيناش واقفين...

علشان ركبنا سابت وساحت ووشنا أحمر ..... والأستاذ جمال صوته جايب المدرسة اللي جنبنا :

- أنا لما أدخل الفصل .... ألاقي السبورة ممسوحه..... والطباشير جاهز

- أنا مدخلش فصل ألقي السبورة متمسحتش ... فاهم يا حيوان .... يا طويل .... يا أهبل ....

الواد الرائد يا عين أمه واقف يترعش وينهنه ويتشحتف ويمسح في السبورة ..... وأحنا نزل علينا سهم الله وأتكتمنا وبقينا زي الجزم ..... عالم متجيش إلا بالسك ...

وطول الحصة الأستاذ بيشرح ويزعق ... ولا حد نطق بربع كلمة .... ترمي الأبره ترن وتجلجل في الفصل .. طبعاً كان ممكن اكون أنا مكان الواد الطويل الأهبل ....ودي ضريبة المسئولية ... وكان الأستاذ جمال لا هينط لفوق ولا يتشقلب ولا حاجه.... كان هيرزعني القلم وهوه واقف على رجليه زي الباشا .... كان هيبقى قلم حكايه ... علشان كده أنا سقطت نفسي في الأنتخابات ... أنا لو عاوز أنجح كنت نجحت .... بس كان قفايه حاسس...... علشان قفا المؤمن دليله ......

الأستاذ جمال هنا طبق نظرية ( أضرب الكبير ) ودي نظرية معروفة ومشهورة .... حتى يقولك أن سرقت أسرق جمل .... حتى في السيما تلاقي البطل داخل السجن ورايح ينام على البرش .... يطلع له المعلم الكبير ويقول له :

- أنته رايح فين ياض ؟؟؟ مش تستأجز .... البرش ده محجوز يا روح أمك ...

البطل يقوم بكل أدب ويروح حته تانيه المعلم يجعر ويقول :

- وده كمان محجوز يا أبن الــــــ.................

والمسجاين عمالين يضحكوا على الزبون الجديد .... وهوبه يا معلم وإذ فجأتن وعلى حين غِرتن يروح البطل طايح في المعلم الكبير وفي كل المساجين ويقطعهم ضرب ويمسك المعلم الكبير يخرشمه ويعمله عاهة مستديمة في قفاه

زي الواد الطويل الأهبل رائد الفصل .... وبعدين المخرج يعمل كت وتلاقي البطل قاعد على السرير والمعلم الكبير عمال يطرقع في صوابع البطل ويغسله رجليه بميه دافيه وملح !!!!!!!

وفي مجال الأدب يقولك علشان تتشهر لازم تتبع فلسفة ( أضرب الكبير ) يعني تشوف حد من العمالقة الكبار زي العقاد ولا طه حسين .... وتقعد تشتم وتنتقد وتخبط وتقول أن الناس دول لا ليهم في الأدب ولا الثقافة ....

وأنهم كانوا واخدين موضوع الأدب ده بالدراع كده ...وتقعد تلبخ وتكسر زي البطل لما دخل السجن ....

المسئولين عندنا بقه في الحكومة بيتبعوا سياسة وفلسفة تانيه خالص ومختلفة جذرياً عن فلسفة ( أضرب الكبير)

عندنا بيتبعوا سياسة ( أضرب الصغير ) وكل واحد حر يتبنى الفلسفة والأفكار والأيديولوجيات التي يراها مناسبة .

والخلاف في الرأي لا يفسد للضرب قضية ..... – ومحدش يقولي يعني أيه أيديولوجية؟ .. أنا لو أعرف أقول _

يعني لما القطر يولع بالناس اللي فيه ويتفحموا ويتشووا جوه القطر يطلع السبب الواد فتله بتاع الشاي كان مولع سبرتايه وبيعمل شاي ولع في القطر ......

ولما قطرين يدخلوا في بعض ويلموا الناس حتت لحم من على القضبان يطلع السبب أيه ؟؟

السبب عم محمود الفكهاني اللي فارش جنب المزلقان .... كان بيأكل موزه ورمى القشرة على القضبان قام زحلق القطرين ودخلوا في بعض ..... الله يخرب بيتك يا محمود .... حبكت تأكل موز يعني ....

طيب أحنا بقه دلوقتي نستخدم أي فلسفة في دول ( أضرب الكبير ) ولا ( أضرب الصغير) ؟؟؟؟؟؟

بما أننا ناس وطنيين وبنموت في التراب اللي بتمشي عليه الحكومة يبقى نستخدم سياسة الحكومة ... وبيني وبينك هيه الصح ....لأن سياسة ( أضرب الكبير ) سياسة غير محمودة العواقب .... وقد تؤدي لنتائج وخيمة ومنيله بستين نيله .... وأسأل مجرب ..

أنا مره في الجامعة كنت قاعد في الجونينه وقصاد مني بنتين من عندنا من القسم .... وبعدين لقيت أربع عيال بيتخانقوا مع واد من عندنا من القسم .... خدني الحماس وقلت أعمل بطل قدام المزتين .... دخلت عليهم وقلت أطبق سياسة الأستاذ جمال .... ونشنت على الشحط اللي فيهم وقلت له :

- جرى أيه يا أبو الكباتن ..... أنتو الأربعة على واحد ؟؟؟ هيه عافيه يعني ؟؟؟

ورحت ناطط ومتشقلب بحركة بهلوانية – زي القرود برضه - ورافع أيدي وبالبوكس ... طراااااخ .... لسه أثر البوكس معلم في وشي لعند النهارده ... والمزتين قاعدين هيفطسوا من الضحك عليه والواد زميلي بيخلصني من أيد الأربع تيران بالعافية ودول راسهم وألف جزمه ما يسيبوني ... ومصرين أن أنا أطرقع صوابع رجلين الشحط اللي فيهم ..... الله يقطع دي فلسفة يا عم .... مالها فلسفة الحكومة ؟!

أما سياسة ( أضرب الصغير ) دي سياسة جميلة ونتائجها مضمونة ألف في الميه ولا عواقب وخيمة ولا حاجه خالص ..... الصغير ده لا حد هيسأل فيه ولا حد هيعبروا ولا هوه هيطالب بحقه أصلاً.... وأقعد أضرب في الصغير

ده لعند الصبح وقطع أهل اللي خلفوه ... وأتحداك .... أتحداك..... إذا بان له أصحاب .