السبت، 10 يوليو 2010

طلاق مبارك

بعد أن وصلت حالات الطلاق في اليابان إلى 251 ألف حالة في العام تم تأسيس شركة متخصصة لعمل حفلات الطلاق وتنظيم مراسم الطلاق , وذلك كمحاولة لتخفيف الأحزان على الزوجين , وقد قامت هذه الشركة بتنظيم عديد من الحفلات , وتبدأ مراسم الاحتفال بتقابل الزوجين عند بوابة معبد طوكيو ثم يستقل كلاً منهما عربة منفصلة ومن خلفهم يسير المدعوون على الأقدام حتى يصلوا إلى قاعة تتعاقد عليها الشركة وفي منتصف القاعة طاولة طويلة يقف عليها الزوجة والزوجة ثم يوقعان في كتاب لتأكيد رغبتهما في الطلاق ثم يضعا خاتم الزواج على الطاولة ويدقان عليه بالمطرقة حتى يتحطم تماماً وبعدها يتناول الزوجان مع المدعوين شاي أخضر وبعض الحلوى ....

ويؤكد علماء النفس أنها فكرة حضارية تخفف من الحزن الذي يترتب على عملية الطلاق ..

ونظراً لارتفاع معدلات الطلاق في مصر فقد قرر المعلم ( سيد فحمه ) تحويل قهوته إلى قاعة لتنظيم حفلات الطلاق والمعلم سيد فحمه كان يعمل قصاباً ثم تحول إلى قهوجي ثم تحول إلى منظم حفلات الطلاق نظراً لإعجابه بالفكرة اليابانية وخاصة كلمة ( تنظيم ) التي سحرت لب المعلم سيد وكان يرددها باستمرار وكلما سأله شخص عن مشروعة الجديد كان يقول :

- أنا هأعمل تنظيم ..

حتى حينما غمزت له زوجته بطرف عينها الشمال قائلةً له :

- النهارده الخميس يا معلم سيد ..

كان يغمز لها بطرف عينه اليمين قائلاً :

- مساء التنظيم على عيونك يا جميل ...

حتى أنه كان ينادي على صبيه في القهوة وأسمه عبد العظيم قائلاً له :

- أنته يا واد يا تنظيم ..

وكانت أول حفلة ينظمها المعلم سيد هي حفلة طلاق ( الأسطى مسعد ) من زوجته ( الست مسعده ).

وبدأت مراسم الحفل بركوب الأسطى مسعد في توكتوك وهو يرتدي جلباب أبيض ناصع وخلفه أهله وعائلته وقام سائق التوكتوك بتشغيل أغنية :

آه يا توكتوك ..... نفسي أجيب له موتور .

آه يا توكتوك .......عاوز أقلبه حنطور .

وركبت الست مسعده في توكتوك منفصل وخلفها الأهل والعائلة الكريمة وقام السائق بتشغيل أغنية :

التوكتوك ده من الكيت كات ...... وصاحبه عليه أقساط

ووصل الموكب إلى قاعة المعلم سيد والتي كانت قهوة سابقاً وجلس الأسطى مسعد والست مسعده حول الطاولة الرخامية – وهي في الأصل كانت ( نصبة الشاي ) في القهوة سابقاً - وبعد عزف فرقة المزمار البلدي لمجموعة من الأغاني وتقديم النقوط للفرقة ... أكد الزوجان رغبتهما في الطلاق وأخرج المعلم سيد ( البصامه ) من جيب ( السديري ) وبصم الأسطى مسعد وبصمت الست مسعده في دفتر الطلاق وسط زغاريد الحاضرين وفرقعة أغطية زجاجات البيرة الباردة وتبادل لفائف البانجو والسجائر ذات الكروش المنتفخة . والمعلم سيد يردد :

-طلاق مبارك .... طلاق مبارك يا جماعة ..

دخل الواد ( عبد العظيم ) – أقصد تنظيم - ومعه خروف تم لف شال أحمر حول رقبته وقام المعلم سيد بذبح الخروف تحت أقدام العروسين تيمناً بهذه المناسبة وسط تهليل وتكبير المدعوين وفرقة المزمار البلدي تعزف الأنغام الراقصة وكان ( الواد تنظيم ) يتراقص أمام الفرقة ممسكاً ( بمطوتين قرن غزال )

وأثناء نزول الست مسعده أنزلق ( الشبشب ) من قدمها وسط بركة الدماء الناتجة عن ذبح الخروف فطارت في الهواء بعض ( الطرطشات ) وجاءت على جلباب الأسطى مسعد الذي صاح مغتاظاً :

- مش تفتحي يا وليه .... أنتي اتعميتي في نظر أمك ..

أعتدلت الست مسعده ووضعت يديها حول خصرها وقالت :

- نعم يا عوومر ..... عمه الدبب لما يمسك أمك ....يا راجل يا نص كُم ...

- أنا نص كُم .... يا وليه على أما تفرج ..

- متخلينيش أفضحك يا مسعد .... أقول .... هه .... أقول ؟؟

سحب الأسطى مسعد كمية كبيرة من الهواء داخل خياشيمه محدثاً صوتاً أشبه بالخوار وقال :

- تقولي أيه يا وليه يا بنت ... .....(لا يمكن تكملة الجملة لأنها أمور تتعلق بالدين ولكم دينكم ولي دين)

وهنا صعدت الست مسعده فوق الطاولة الرخامية وأخذت تتراقص وتغني وأندمجت معها الفرقة الموسيقية وهي تردد :

- يا اللي مبتعرفش .... أهأ هاه ..... يا اللي مبتعرفش .... أهأ هاه ..... آه يا مسعد ....

يا اللي مبتعرفش .... أهأ هاه .....

- أنا مبعرفش ؟؟ أمال جايبه العيال دول منين يا مره يا ......

( طبعاً لا يمكن تكملة هذه الجملة فالكلمة الناقصة تتعلق بشرطة الآداب وتندرج تحت بند التحرش )

وهنا قام المعلم ( دحروج ) والد الست مسعده وسحب ( سنجه ) من تحت الكرسي وأندفع نحو الأسطى مسعد - فالأمر يتعلق بالشرف ولا يمكن السكوت عليه - ومعه خرجت ألاف السنج والمطاوي والشوم وعلب البيروسول وتدافع البلطجية والمدعوون من العائلتين وأصبحوا مثل بنيان يتهدم ويهد بعضه بعضا .

تحولت القاعة إلى بركة من الدماء وقطع اللحم البشري تتطاير في الهواء والجثث تتكوم بجوار الخروف المسجى على الأرض وكأنك تشاهد فيلم إبراهيم الأبيض ....

قامت عربات الإسعاف بنقل الجرحى والمصابين إلى ( مستشفى أمبابه) ومن بقي به بعض العافية- وهم قلة قليلة – تم سحبهم إلى ( قسم أمبابه ) لكي يكمل عليهم السادة المخبرين وأمناء الشرطة ويرقدوا بجوار الباقين في المستشفى الحكومي ... فمن أفسد شيء عليه إصلاحه ورجال الشرطة الحكوميين يفسدون الأعضاء البشرية ويحولونها إلى المستشفيات الحكومية لإجراء عمليات الإصلاح وكله حكومي. - كله منه فيه –

هذا وما زال المعلم ( سيد فحمه ) يرقد في غرفة العناية المركزة فاقداً الوعي كما فقد أشياء كثيرة من أعضاؤه البشرية..... وهو قيد الحراسة المشددة حتى يتم أخذ أقواله في هذا ( التنظيم ) الإرهابي .

( ملحوظة )

البعض أعتقد من عنوان المقال أنه مقال سياسي خطير ... لكنني خيبت ظنك أيها القارئ العزيز وأقول لك بكل صراحة وبكل بجاحة .......... بعينك

تريد أن تقرأ وتستمتع وغداً تقرأ أسمي في صفحة الحوادث ومكتوب بالبنط العريض :

وفاة مواطن أثناء القبض عليه أثر اختناقه نتيجة قيامة بابتلاع مقالة سياسية انحشرت في القصبة الهوائية ....... لا يا حبيبي ............. بعينك .

هناك 3 تعليقات:

موقع زواج يقول...

التوكتوك ده من الكيت كات ...... وصاحبه عليه أقساط

حلوة اوى االجملة دى
شكرا لك على هذا المجهود الرائع

غير معرف يقول...

thank you

www.kootalkoloob.com

محمد السيد محمد موسى يقول...

جميلة

إرسال تعليق